مجنون كمبيوتر
مدونة مجنون كمبيوتر التقنية تقدم مقالات مفيدة حول الأجهزة الذكية والشروحات الخاصة بها.

ما هو Ping في الشبكات وكيف نستخدمه في قياس سرعة الانترنت ؟

ثبات سرعة الإنترنت من أهم العوامل التي تُحدد تجربتنا عبر الويب. فمَن منا لا يُريد تصفح المواقع بسرعة، ومشاهدة مقاطع الفيديو بدقة عالية دون انقطاع، وتحميل الملفات في ثوانٍ معدودة؟ ولكن كيف يُمكننا قياس سرعة الإنترنت بدقة؟ هنا يأتي دور “Ping”.

يُعدّ الـ Ping أداة قياس أساسية تُساعدك على فهم جودة اتصالك بالإنترنت. ببساطة، هو بمثابة صدى رقمي يقيس زمن رحلة البيانات من جهازك إلى خادم مُعين والعودة إليك. كلما كان زمن الرحلة أقصر، كلما كان اتصالك أفضل.

قد يبدو الـ Ping مُصطلحًا تقنيًا مُعقدًا، ولكن فهمه أمر ضروري لأي مستخدم للإنترنت. فهو لا يُساعدك فقط على قياس سرعة اتصالك، بل يُمكن أيضًا أن يُشير إلى وجود مشاكل في الاتصال أو في أداء الشبكة. سنتعرف في هذا المقال على مفهوم الـ Ping بشكل مُفصل، وكيفية استخدامه لقياس سرعة الإنترنت، بالإضافة إلى العوامل التي تُؤثر عليه.

ما هو الـ Ping: رحلة بيانات سريعة عبر شبكة الإنترنت

دعونا نتعمق أكثر في فهم الـ Ping، أو كما يُعرف اختصارًا بـ “Packet Internet Groper“. ببساطة، هو أداة تشخيصية تُستخدم للتحقق من إمكانية الوصول إلى جهاز مُعين عبر شبكة الإنترنت، وذلك عن طريق إرسال حزم بيانات صغيرة (تُسمى “Packets”) إلى هذا الجهاز و انتظار الرد.

لتبسيط الفكرة، تخيل أن الـ Ping مثل لعبة بينج بونج بين جهازك وجهاز آخر على الشبكة. أنت تُرسل كرة (حزمة بيانات) إلى الجهاز الآخر، وهو بدوره يرد عليك بنفس الكرة. الوقت الذي تستغرقه الكرة للسفر ذهابًا وإيابًا هو ما يُمثل الـ Ping.

يُطلق على هذا الوقت أيضًا زمن الاستجابة (Latency)، وهو مُصطلح مُهم في عالم الشبكات. فكلما كان زمن الاستجابة أقل، كلما كان الاتصال أفضل وأسرع. يُقاس الـ Ping عادةً بالميلي ثانية (ms).

هناك أنواع مُختلفة من الـ Ping، أشهرها:

  • ICMP Ping: هو النوع الأكثر شيوعًا، ويعتمد على بروتوكول Internet Control Message Protocol (ICMP).
  • TCP Ping: يستخدم بروتوكول Transmission Control Protocol (TCP)، وهو البروتوكول المُستخدم في مُعظم اتصالات الإنترنت.
  • UDP Ping: يستخدم بروتوكول User Datagram Protocol (UDP)، وهو بروتوكول أسرع من TCP ولكنه أقل مصداقية.

ما هو البينج pingيُمكن استخدام أي من هذه الأنواع لقياس سرعة الإنترنت، ولكن ICMP Ping هو الأكثر انتشارًا وبساطة.

[مصدر]: كتاب “TCP/IP Illustrated, Volume 1: The Protocols” للمؤلف W. Richard Stevens

قياس سرعة الإنترنت باستخدام الـ Ping: دليل عملي

الآن وقد فهمنا مفهوم الـ Ping، دعونا نتعرف على كيفية استخدامه لقياس سرعة اتصالك بالإنترنت. تُعدّ أداة “ping” المُدمجة في أنظمة التشغيل الشائعة مثل Windows و macOS من أسهل الطرق لقياس الـ Ping. إليك خطوات استخدامها:

  1. افتح موجه الأوامر: في Windows، ابحث عن “Command Prompt” أو “cmd” في قائمة “ابدأ”. أما في macOS، فابحث عن “Terminal” في مُجلد “Utilities”.
  2. اكتب أمر ping متبوعًا بعنوان IP أو اسم موقع الويب الذي تريد قياس الـ Ping إليه: على سبيل المثال، لقياس الـ Ping إلى Google، اكتب “ping [google.com]” ثم اضغط Enter.
  3. انتظر نتائج القياس: سيقوم جهازك بإرسال عدة حزم بيانات إلى الخادم المُحدد وعرض نتائج القياس بالميلي ثانية.

أمثلة على أوامر ping وشرح نتائجها:

  • ping [google.com]: يقيس الـ Ping إلى خادم Google.
  • ping 8.8.8.8: يقيس الـ Ping إلى خادم DNS عام تابعة لـ Google.
  • ping -n 10 [google.com]: يقيس الـ Ping إلى خادم Google 10 مرات.

ستُظهر لك نتائج القياس معلومات مُهمة مثل:

  • زمن الاستجابة المُتوسط: يُمثل مُتوسط زمن الـ Ping بالميلي ثانية.
  • Packet loss: يُشير إلى نسبة حزم البيانات التي فُقدت أثناء القياس.
  • Jitter: يُشير إلى تفاوت زمن الـ Ping بين الحزم المُرسلة.

أوامر ping عبر cmd

مواقع وتطبيقات قياس الـ Ping:

إذا كنت تُفضل واجهة رسومية أسهل في الاستخدام، يُمكنك الاستعانة ببعض مواقع الويب والتطبيقات التي تُوفر خدمات قياس الـ Ping مجانًا، مثل:

  • Speedtest.net: موقع شائع لقياس سرعة الإنترنت و الـ Ping.
  • Ping-test.net: موقع مُخصص لقياس الـ Ping بميزات مُتقدمة.

اطلع على مقالنا: أفضل 5 أدوات من أجل اختبار سرعة الإنترنت لمعر

باستخدام هذه الأدوات البسيطة، يُمكنك قياس الـ Ping بنفسك وفهم جودة اتصالك بالإنترنت. تذكر أن الـ Ping المنخفض يُشير إلى اتصال أفضل وأسرع، بينما الـ Ping العالي قد يُسبب تأخيرًا في تحميل الصفحات وتشغيل مقاطع الفيديو.

لماذا يختلف الـ Ping؟ عوامل خفية تؤثر على سرعة اتصالك

يتأثر زمن الـ Ping بعدة عوامل تقنية، فهمها يُساعدك على تحسين اتصالك بالإنترنت:

  • نوع الاتصال: يُعدّ اتصال الألياف الضوئية الأفضل من حيث سرعة الإنترنت وانخفاض الـ Ping، يليه اتصال الكابل المحوري، ثم اتصال DSL. أما اتصال المحمول، فهو الأكثر تأثرًا بعوامل خارجية مُختلفة، مما قد يُؤدي إلى تفاوت في الـ Ping.
  • مسافة الخادم: كلما زادت المسافة بين جهازك و الخادم الذي تتصل به، زاد زمن الـ Ping. لذلك، يُفضل اختيار الخوادم القريبة من موقعك الجغرافي.
  • ازدحام الشبكة: عندما يكون هناك عدد كبير من المستخدمين يتشاركون نفس الشبكة، يُمكن أن يحدث ازدحام يُؤدي إلى ارتفاع الـ Ping. يُمكن مُلاحظة ذلك خاصةً في أوقات الذروة.
  • جودة الشبكة الداخلية: تتأثر سرعة اتصالك أيضًا بجودة الشبكة الداخلية الخاصة بك، مثل نوع الموجه (Router) وكفاءة التوصيلات.

نصائح لتحسين الـ Ping:

  • استخدم كابل Ethernet: يُوفر اتصال Ethernet السلكي استقرارًا أكبر من اتصال Wi-Fi، مما يُساعد على تقليل الـ Ping. 
  • غيّر خادم DNS: يُمكن أن يُؤثر خادم DNS الذي تستخدمه على سرعة اتصالك. جرب استخدام خوادم DNS عامة مثل خوادم Google (8.8.8.8 و 8.8.4.4) أو Cloudflare (1.1.1.1 و 1.0.0.1). استكشف خوادم DNS عالمية آمنة عبر مقالنا المخصص: (كيفية تغيير خادم DNS بطريقة صحيحة لتسريع الإنترنت)
  • أغلق التطبيقات غير المُستخدمة: تُستهلك بعض التطبيقات الكثير من عرض النطاق الترددي، مما يُؤثر على الـ Ping.
  • حدث برامج التشغيل: تأكد من تحديث برامج التشغيل للجهاز الخاص بك، خاصةً برنامج تشغيل بطاقة الشبكة.

الـ Ping ليس فقط لقياس السرعة: استخدامات أخرى مفيدة

على الرغم من أن قياس سرعة الإنترنت هو أشهر استخدامات الـ Ping، إلا أن هذه الأداة الصغيرة تمتلك قدرات أخرى تُفيد في تشخيص مشاكل الشبكة وضمان كفاءة اتصالك:

  • التحقق من اتصال الجهاز بالشبكة: قبل أن تبدأ في البحث عن أسباب بطء الإنترنت، يُمكنك استخدام الـ Ping للتأكد من أن جهازك متصل بالشبكة بشكل صحيح. حاول إرسال “ping” إلى عنوان IP الخاص بموجه الإنترنت (Router). إذا تلقيت ردًا، فهذا يعني أن جهازك متصل بالشبكة الداخلية.
  • تشخيص أعطال الشبكة: يُمكن استخدام الـ Ping لتحديد موقع عطل في الشبكة. على سبيل المثال، إذا كنت تستطيع الاتصال بموجه الإنترنت ولكن لا تستطيع الاتصال بموقع ويب مُعين، فقد يكون هناك عطل في الخادم الذي يستضيف هذا الموقع.
  • مراقبة استقرار الاتصال: يُمكن استخدام الـ Ping لمراقبة استقرار اتصالك بالإنترنت على مدى فترة زمنية. قم بتشغيل أمر “ping” بشكل مُستمر إلى خادم مُعين (مثل [mc.manacube.net) لمراقبة سيرفر ماينكرافت أو السيرفر الذي تبحث عنه ومراقبة نتائج القياس. إذا لاحظت تفاوتًا كبيرًا في زمن الـ Ping أو ارتفاعًا في نسبة فقدان حزم البيانات، فهذا قد يُشير إلى وجود مشكلة في اتصالك.
  • اختبار جودة الاتصال قبل الألعاب عبر الإنترنت: كما ذكرنا في المقال السابق، يُعدّ الـ Ping من أهم العوامل التي تُؤثر على تجربة اللعب عبر الإنترنت. قبل بدء اللعب، يُمكنك قياس الـ Ping إلى خادم اللعبة للتأكد من أن اتصالك مُناسب للحصول على أفضل أداء.

اطلع على مقالنا المخصص: أفضل الطرق لتقليل البينج في الالعاب

باختصار، يُعدّ الـ Ping أداة مُفيدة لأي مستخدم للإنترنت، فهو لا يقتصر فقط على قياس سرعة الاتصال، بل يُمكن استخدامه أيضًا للتحقق من اتصال الجهاز بالشبكة، وتشخيص أعطال الشبكة، ومراقبة استقرار الاتصال.

خاتمة عن الـ Ping: أداة بسيطة تُخبرك الكثير عن اتصالك!

في نهاية رحلتنا لفهم “الـ Ping”، نؤكد على أهميته كأداة فعّالة لقياس زمن استجابة الاتصال بين جهازك و أي خادم على الإنترنت. تذكر أن الـ Ping المنخفض يعني سرعة استجابة أفضل، سواء أثناء تصفح المواقع أو ممارسة الألعاب عبر الشبكة.

لقد استعرضنا في هذا المقال مفهوم الـ Ping بشكل مُفصل، وتعلمنا كيفية قياسه باستخدام أدوات مُختلفة، كما تعرّفنا على العوامل التي تُؤثر عليه و بعض النصائح لتحسينه.

ندعوك الآن لتجربة قياس الـ Ping بنفسك باستخدام الأدوات التي ذكرناها، ومُشاركة نتائجك معنا في التعليقات! هل لديك أي أسئلة أخرى حول الـ Ping أو سرعة الإنترنت؟ لا تتردد في طرحها.

عرض التعليقات (2)
Verified by MonsterInsights