في عالم الألعاب الإلكترونية، حيث تتطلب المنافسة ردود فعل سريعة ودقة عالية، يلعب عاملٌ خفيٌّ دورًا حاسمًا في تحديد تجربة اللاعب، إنه “البينج”. يشير البينج إلى زمن انتقال البيانات بين جهازك وخادم اللعبة، ويُقاس بالميلي ثانية. كلما انخفض البينج، كلما كانت استجابتك أسرع وأكثر سلاسة داخل اللعبة. تخيّل أنك تُرسل أوامر إلى شخصٍ ما، فكلما كان أسرع في تلقيها والرد عليها، كلما كان التواصل بينكما أفضل. هذا بالضبط ما يفعله البينج في عالم الألعاب.
يُعدّ تقليل البينج في الالعاب أمرًا بالغ الأهمية للاعبين، فهو يؤثر بشكل مباشر على أدائهم و فرص فوزهم، خاصةً في ألعاب الفيديو التي تتطلب ردود فعل سريعة مثل ألعاب إطلاق النار (FPS) وألعاب القتال (MOBA).
يهدف هذا المقال إلى تقديم دليل شامل حول البينج، بدءًا من تعريفه وأنواعه، مرورًا بالعوامل المؤثرة فيه، وصولًا إلى أفضل الطرق لتحسينه. سنتناول مفهوم البينج بشكلٍ مُبسط، ونُقدم نصائح عملية للحصول على أفضل تجربة لعب ممكنة.
ما هو مقياس ping؟
دعونا نتعمق قليلًا في فهم ماهية البينج. ببساطة، البينج هو الوقت الذي تستغرقه إشارة للسفر من جهاز الكمبيوتر أو الهاتف إلى خادم اللعبة والعودة مرة أخرى. تخيل أنك ترسل كرة إلى صديقك، فالوقت الذي تستغرقه الكرة للوصول إليه ثم العودة إليك هو البينج. يقاس هذا الوقت عادةً بالميلي ثانية (ms)، وهي جزء من الألف من الثانية. لقياس البينج، تُرسل أجهزة الكمبيوتر “حزمة بيانات” صغيرة إلى الخادم وتنتظر الرد. كلما كان زمن الاستجابة أقل، كلما كان البينج أفضل وهذا ما يتم الإشارة إليه بمعدّل الإستجابة Latency.
هناك العديد من الأدوات التي يُمكن استخدامها لقياس البينج، منها أمر ping المتوفر في أنظمة التشغيل مثل Windows و macOS. كما تُوفر بعض مواقع الويب والتطبيقات خدمات قياس البينج بسهولة. تُظهر نتائج قياس البينج زمن الاستجابة بالميلي ثانية، بالإضافة إلى معلومات أخرى مثل نسبة فقدان حزم البيانات.
تأثير البينج على الألعاب
يُعدّ البينج من أهم العوامل التي تؤثر على أداء اللاعبين في الألعاب الإلكترونية، خاصةً في الألعاب التي تتطلب ردود فعل سريعة مثل ألعاب إطلاق النار (FPS) وألعاب القتال (MOBA). عندما يكون البينج عاليًا، يُعاني اللاعبون من تأخر في الاستجابة للأحداث داخل اللعبة، مما يؤدي إلى صعوبة في التصويب والتحرك بشكل سلس. قد يُلاحظ اللاعبون أيضًا تقطيعًا في الصورة أو “Lag” عند ارتفاع البينج.
بالإضافة إلى تأثيره على الأداء، يُؤثر البينج أيضًا على تجربة اللعب بشكل عام. فعندما يكون البينج منخفضًا، يستمتع اللاعبون بتجربة لعب سلسة و مُمتعة، بينما يُسبب البينج العالي الإحباط و يُقلل من متعة اللعب. لذلك، يُسعى اللاعبون دائمًا إلى الحصول على أقل بينج ممكن لتحسين أدائهم و الاستمتاع بتجربة لعب مثالية.
أنواع البينج
يمكن تصنيف البينج إلى ثلاثة أنواع رئيسية بناءً على زمن الاستجابة:
- البينج العالي: يُشير إلى زمن استجابة بطيء، عادةً ما يزيد عن 150 ميلي ثانية. يُسبب البينج العالي تأخرًا ملحوظًا في الاستجابة، وتقطيعًا في الصورة، وصعوبة في اللعب بشكل عام. يُمكن أن يُؤدي البينج العالي إلى فقدان حزم البيانات، مما يُسبب مشاكل أكبر في الألعاب عبر الإنترنت.
- البينج المنخفض: يُشير إلى زمن استجابة سريع، عادةً ما يكون أقل من 50 ميلي ثانية. يُوفر البينج المنخفض تجربة لعب سلسة وممتعة، حيث تكون الاستجابة فورية ودقيقة. يُعدّ البينج المنخفض مثاليًا للاعبين الذين يُشاركون في الألعاب التنافسية والتي تتطلب ردود فعل سريعة.
- البينج المثالي: يُعتبر البينج الذي يقل عن 20 ميلي ثانية مثاليًا لألعاب الفيديو. في هذه الحالة، تكون الاستجابة فورية تقريبًا، ولا يُلاحظ اللاعب أي تأخير في اللعبة. يُعدّ الحصول على بينج مثالي أمرًا صعبًا في بعض الأحيان، ويعتمد على عوامل عديدة سنتناولها في الفقرة التالية.
ما هو زمن الـ Ping المناسب؟
لذا وبإختصار, يُعتبر زمن الـ Ping أقل من 20 ميلي ثانية مثاليًا للأنشطة التي تتطلب سرعة استجابة عالية مثل الألعاب الإلكترونية التنافسية. أما زمن الـ Ping بين 20 و 100 ميلي ثانية فيُعدّ جيدًا للمهام اليومية مثل تصفح الإنترنت ومشاهدة الفيديوهات. بينما زمن الـ Ping الذي يزيد عن 150 ميلي ثانية قد يُسبب تأخيرًا ملحوظًا ويُعيق تجربة المستخدم. حسب توصيات شبكة الإتصالات AT&T الأمريكية.
العوامل التي تؤثر على البينج
يتأثر البينج بعدد من العوامل، منها:
- موقع الخادم: كلما كانت المسافة بين جهازك وخادم اللعبة أكبر، كلما زاد البينج. لذلك، يُفضل اختيار خوادم قريبة من موقعك الجغرافي لتقليل البينج.
- مسافة الشبكة: تُشير إلى عدد “القفزات” التي تقطعها حزمة البيانات للوصول إلى الخادم. كلما زادت مسافة الشبكة، زاد البينج.
- جودة الاتصال بالإنترنت: يُؤثر نوع الاتصال بالإنترنت (DSL، كابل، ألياف ضوئية) و سرعته على البينج. كلما كان الاتصال أسرع وأكثر استقرارًا، كلما انخفض البينج.
- نوع الاتصال بالإنترنت: يُعدّ اتصال Ethernet السلكي أفضل من اتصال Wi-Fi اللاسلكي من حيث البينج، حيث يُوفر استقرارًا أكبر و يُقلل من فقدان حزم البيانات.
- نوع الجهاز: يُمكن أن يُؤثر نوع الجهاز (الكمبيوتر، الهاتف، الجهاز اللوحي) و مواصفاته على البينج. فالأجهزة ذات المعالج القوي و ذاكرة الوصول العشوائي (RAM) الكبيرة تُساعد على تقليل البينج.
قياس الـ Ping في الألعاب: احصل على أدق النتائج
كما تعلمنا، يُؤثر الـ Ping بشكل كبير على تجربة اللعب، خاصة في الألعاب التي تتطلب سرعة استجابة عالية. ولكن هل تعلم أن قياس الـ Ping باستخدام الأدوات العامة قد لا يُعطي دائمًا صورة كاملة عن أداء اتصالك داخل اللعبة؟
للحصول على أدق النتائج، يُنصح بقياس الـ Ping داخل اللعبة نفسها. تُوفر العديد من الألعاب أدوات مُدمجة لعرض الـ Ping بشكل مباشر، ابحث عنها في إعدادات اللعبة. وإذا لم تجدها، لا تقلق! يُمكنك قياس الـ Ping من خلال “Resource Monitor” في Windows. لتفعيلها، اتبع الخطوات التالية:
- شغّل اللعبة واتصل بالخادم.
- افتح “Task Manager” (بالضغط على Ctrl + Alt + Delete أو النقر بزر الماوس الأيمن على شريط المهام).
- انتقل إلى “Performance” ثم “Open Resource Monitor”.
- اختر تبويب “Network”.
- حدد عملية اللعبة من قائمة “Processes”.
- ابحث عن اتصال اللعبة في “TCP Connections”.
- ستجد هنا معلومات حول الـ Ping (Latency) بالإضافة إلى نسبة فقدان حزم البيانات (packet loss%).
تذكر أن الموقع الجغرافي يُؤثر بشكل كبير على الـ Ping. فعلى سبيل المثال، يُمكن أن يصل الـ Ping بين الولايات المتحدة وأوروبا إلى 180 ميلي ثانية، بينما يكون الـ Ping داخل القارة أقل من 100 ميلي ثانية. أما الاتصال بين مناطق بعيدة جغرافيًا مثل نيوزيلندا والولايات المتحدة، فقد يصل الـ Ping إلى 550 ميلي ثانية!
يُمكن في بعض الأحيان مواجهة مشكلة “Bad routing” التي تُؤدي إلى ارتفاع الـ Ping بشكل غير طبيعي حتى مع وجود خادم قريب. لحل هذه المشكلة، يُمكنك تجربة استخدام خدمات VPN أو تغيير مُزود خدمة الإنترنت.
وإذا كنت تُفضل واجهة رسومية أسهل في الاستخدام، يُمكنك الاستعانة ببعض مواقع الويب التي تُقدم خدمات قياس البينج مجانًا. من بين هذه المواقع:
- Speedtest.net: يُعدّ من أشهر مواقع قياس سرعة الإنترنت، ويُوفر أيضًا خدمة قياس البينج.
- Ping-test.net: موقع مُخصص لقياس البينج، ويُوفر خيارات مُتقدمة مثل اختيار موقع الخادم.
- CloudPing.info: يُقدم خدمة قياس البينج إلى مُختلف مواقع الويب وخدمات الألعاب السحابية.
قبل الاتصال بلعبة عبر الإنترنت ينصح بإجراء اختبار سرعة الإنترنت بالطريقة الصحيحة ومعرفة مقياس ping وذلك كي تعرف أن هل ستلعب اللعبة ping منخفضة أم لا، باستخدام هذه الأدوات البسيطة، يُمكنك قياس البينج بنفسك ومعرفة ما إذا كان يؤثر على تجربة اللعب الخاصة بك.
كيفية تقليل البينج في الالعاب لتُحقق أفضل أداء في ألعابك؟
الآن وبعد أن فهمنا مفهوم البينج والعوامل التي تؤثر فيه، حان الوقت للتعرف على بعض النصائح والحيل التي تُساعدك على تقليل البينج في الالعاب وتحسينه والاستمتاع بتجربة لعب أفضل:
- اختر خادمًا قريبًا: كما ذكرنا سابقًا، تُؤثر المسافة بين جهازك وخادم اللعبة على البينج. لذلك، ابحث دائمًا عن خوادم قريبة من موقعك الجغرافي. تُوفر العديد من الألعاب قائمة بالخوادم المُتاحة، مما يُتيح لك اختيار الخادم الأقرب إليك.
- استخدم اتصال إنترنت سريعًا: كلما كانت سرعة اتصالك بالإنترنت أعلى، كلما انخفض البينج. تأكد من اشتراكك في باقة إنترنت تُلبي احتياجاتك في الألعاب عبر الإنترنت. يوصى باستخدام اتصال الألياف الضوئية للحصول على أفضل أداء ممكن.
- استخدم كابل Ethernet بدلاً من Wi-Fi: يُوفر اتصال Ethernet السلكي استقرارًا أكبر و يُقلل من فقدان حزم البيانات، مما يُساعد على تحسين البينج. إذا كنت تُعاني من بينج عالي أثناء استخدام Wi-Fi، فجرب التبديل إلى اتصال Ethernet.
- أغلق التطبيقات التي تستخدم الإنترنت: تُستهلك بعض التطبيقات الكثير من عرض النطاق الترددي للإنترنت، مما يُؤثر على البينج. قبل بدء اللعب، أغلق جميع التطبيقات التي لا تحتاجها، مثل برامج التحميل وتطبيقات البث المباشر.
- حدث برامج التشغيل: تأكد من تحديث برامج التشغيل للجهاز الخاص بك، خاصةً برنامج تشغيل بطاقة الشبكة. يُمكن أن يُساعد تحديث برامج التشغيل على تحسين أداء الشبكة وتقليل البينج.
- استخدم برنامجًا لتسريع الإنترنت: تُوفر بعض البرامج خدمات تحسين أداء الإنترنت وتقليل البينج. ابحث عن برنامج مُناسب لجهازك ونظام التشغيل الخاص بك. من بين البرامج الشائعة لتسريع الإنترنت: ExitLag، WTFast، Razer Cortex.
العب بسلاسة: البينج مفتاحك للفوز!
في ختام هذا الدليل، نؤكد على أهمية فهم البينج وتأثيره الكبير على تجربة اللعب. تذكر أن البينج هو زمن استجابة الاتصال بين جهازك وخادم اللعبة، وكلما انخفض هذا الزمن، كلما كانت استجابتك أسرع وأكثر سلاسة داخل اللعبة.
كما رأينا، يُؤثر البينج على أداء اللاعبين و فرص فوزهم، خاصةً في الألعاب التي تتطلب ردود فعل سريعة. لذلك، من الضروري السعي لتحسين البينج قدر الإمكان للاستمتاع بتجربة لعب مثالية.
و لتحقيق ذلك، لا تنسَ النصائح التي ذكرناها في هذا المقال، مثل اختيار خادم قريب، استخدام اتصال إنترنت سريع، استخدام كابل Ethernet، وإغلاق التطبيقات التي تُستهلك عرض النطاق الترددي.
نتمنى أن يكون هذا الدليل قد أفادك في فهم مفهوم البينج و كيفية تحسينه. الآن، اذهب واستمتع بتجربة لعب سلسة وخالية من التأخير!
مقالات متعلقة:
- عشر خطوات لتسريع الالعاب على ويندوز 10 مع اللابتوب الضعيف
- حل مشكلة الفريمات في ويندوز 11 – لماذا يقل معدل FPS هكذا!
- عرض الفريمات بدون برامج داخل اي لعبة في ويندوز 10
- افضل خطوات لـ تسريع العاب الايفون
